يقول الدكتور عبد الهادى مصباح أستاذ المناعة عضو الأكاديمية الأمريكية للمناعة، قد يظن بعض الرجال أن وظيفة الطهى لا يتم تشغيل المخ أثناء القيام بها وأنها وظيفة آلية وفى هذا ظلم كبير للمرأة، فمن خلال التقدم الرهيب فى العلوم الطبية المختلفة والاكتشافات المستمرة لأحدث أجهزة التشخيص مثل الرنين المغناطيسى.
وكذلك الفحص المقطعى بالبوزيترون أصبح من المتاح تصوير أجزاء من المخ المختلفة أثناء عملها وبالتالى يمكن أن نضع أيدينا بالتحديد على المناطق المسئولة عن الإحساس بالألم والإدمان والحزن والاكتئاب والسعادة والسرور.
ومن خلال هذه الدراسات، ثبت لنا أن هناك الكثير من الأنشطة التى نظن أنها وظائف آلية أو غير ذات قيمة فيما يتعلق بنشاط المخ، وعمله، وهى فى حقيقة الأمر من أكثر الأنشطة التى تجعل أجزاء المخ المختلفة تعمل بنسبة تتراوح بين 90: 100%.
وقد يظن البعض أن هذا النشاط يمكن أن يكون على شكل أبحاث يجريها أحد العلماء المعتكفين فى معاملهم على دراسة الهندسة الوراثية مثلا أو علوم الرياضيات الحديثة أو كيمياء الفمتو ثانية أو الليزر، إلا أن المفاجأة تكمن فى أن هذا النشاط الذى يجعل المخ يعمل بكامل قدراته وإمكاناته هو الطبيخ، هل تتخيلون هذا؟
فالتحضير لعزومة كبيرة لعدة أشخاص مثلما كان يحدث فى الماضى أيام الزمن الجميل عندما كان أفراد العائلة يجتمعون أسبوعيا وفى المواسم.
يمكن أن ينشط الأجزاء المسئولة فى المخ الشكل الآتى:
1- منطقة التناغم العصبى والعضلى من أجل استخدام السكاكين فى التقشير والتقطيع.
2- منطقة التخطيط والإبداع فى النصف الأيمن من المخ من خلال تخطيط وتنظيم ما سوف يقدم ويتم وضعة على المائدة.
3- المنطقة المسئولة عن التواصل الاجتماعى مع الآخرين من خلال دعوتهم واستضافتهم وترتيب جلوسهم.
4- المنطقة المسئولة عن الحس الفنى من خلال تنظيم السفرة وتنسيق الزهور وتزيين الحلوى المقدمة.
5- المنطقة المسئولة عن تنظيم الوقت لتحديد موعد نضج كل صنف على حدة.
6- المنطقة المسئولة عن العد والحساب من خلال تحضير المقادير وحساب الكميات والأوزان اللازمة، وأحيانا من خلال حساب السعرات الحرارية التى يحتاجها الجسم حتى نتجنب زيادة الوزن والسمنة.
لعل كل هذه الأنشطة من المخ تصبح أكثر تعقيدا إذا كان هذا الأداء أمام مجموعة من الناس، من أجل التعليم، كما يحدث فى الفنادق والمطاعم أو على شاشات التلفزيون على الهواء مباشرة.
ويؤكد الدكتور مصباح أن "اللبخة " والتوتر الذى تكون فيه ربة المنزل عندما تقوم بكل هذه الأعمال تجعلها لا تستطيع التركيز عندما ينادى عليها زوجها ليسألها عن أزرار قميص ناقصة، كما لا يجعلها مستعدة لقبول مناقشات أولادها، بيد أن هذا أكثر فائدة من طلب الطعام الجاهز من المطاعم.
الكاتب: أمل علام
المصدر: موقع اليوم السابع